حقيقة جورج بولار و الباخرة الغير مخلصة ؟

حقيقة جورج بولار و الباخرة الغير مخلصة ؟
بسم الله الرحمان الرحيم ، 
أما بعد  : 


بعدالقبطان "جورج بولار" وذراعه اليمنى، المُلتحي "اوين شايس"،هما صديقان   يعشقان صيد الحيتان و الأسماك  واستخلاص زيوتها المفرطة والقيّمة فضلاً على بيع لحومهَا وشحومهَا بأثمان خيالية و رهيبة ..!

 ما جعلها تجارة مُربحة في القرون الزمن الفائتّة. في عام 1820 قرّر الرّفيقان الإبحار في سفرية صيد للحيتان قد تُعدُّ الأضخم في تاريخهمَا....!

 فجمعوا 19 من البَّحارة وركبوا البحر على ظهر الباخرة الحدث "ايس سكس" متَّجهين إلى ساحل الولايات المتحدة الامريكية الجنوبية... و إلا أن قصتهم مع الباخرة أصبحت متداولة عبر العصور و سجلها الزمان الماضي بأحرف من ذهب ..

و ضلوا في البحر ما يقارب العام يطاردون الحيتان و لم يهتدوا لهذا ..!
فقرروا الرحيل نحو المحيط الهادي بعدما سمعوا مستجدات وجود حيتان كبيرة جدا تسبح في ذاك المحيط ..

وصلوا إلى هدفهم وقد كانت زهولهم كبيرة حين وجدوا عددًا هائلًا من الحيتان تنتظرهم هناك، ما دفعهم إلى النّزول جميعًا من الباخرة الأم، والرّقدَح في 3 من زوارق الصيد الضئيلة حتَّى ينجحوا في اصطياد الحيتان عن قرب.

أحسَّ بنواياهم حوت عظيم فقام مباشرة بسحق سفينتهم الأم وإغراقها في أعماق المحيط، ما دفعهم للاستغناء عن فكرة الصيد والسعيّ للنجاة بأي ثمن، وأي ثمن يا تشاهد؟

استطاعوا ببراعة تخليص حاوية أحد صناديق الغذاء والشراب من الغرق، وأخذوا يتزاحمون على استهلاكه حتَّى نفذ تمامًا.

كاد الجوع يخطفُ أرواحهم فاستخدموا خبراتهم البحريّة حتَى ثبتّوا على شواطئ جزيرة يسكنها أناس "ماركساس" وهم قبيلة آكلة للحوم الإنس.

فضّلوا التَّمسك بخيط من الأمل ومغادرة الجزيرة على أن يبقوا هناك وينقلبوا لحمًا بشريًّا مشويًا على نيران هادئة.

أخذ الجوع والعطش ينالا منهما، لتقع من بينهم أوّل ضحيّة، وهو واحد من أشخاص الطاقم بعدما نفقَ في عرض المحيط، ليتم التَّخلصُ من جثته رميًا في البحر، الشأن الذي جعل أسماك القرش تتجمَّع من حولهم وتتربَّص بهم.

لم تدم محنتهم طويلاً حتَّى ضربتهم عاصفة بحريّة هائلة، رمت بأحد الزوارق الثلاث في عرض المحيط، ما قلَّص حظوظهم في المكث متماسكين.

مع تخطى مدّة تيههم في البحر لأكثر من شهر، أخذ البَّحارة يموتون خلف بعض، وتلك المرّة لم تُرمى جُثثهم في البحر بل كانت تأكل من طرف الأحياء، مطبوخة أم نيئة؟ الله وحده الذي يعرف.

في أعقاب تماسك البَّحارة مجدّدًا نتيجة لـ الوجبات الآدميّة ومع اشتداد جوعهم ثانية، قرروا وضع قرعة، ومن وقعت عليه الدلالة، يتم قتله رميًا بالسلاح الناري وتوزيع لحمه للأكل على شكل حصص تمامًا كالبرغر كينغ.

واصلوا حياتهم بذلك الشكل حتّى تم إيجادهم في أعقاب ما يقارب 90 يومًا، وقد كانت المفاجأة أنّهم عثروا لاغير على القبطان ورفيقه مع 5 بحارة، وأكوام مُكدَّسة من العظام البشرية، والتي لم يتخلصوا منها طمعًا في استعمالها إذا ما نفذ اللّحم.

عقب الإحصائيات تبيّن أن 13 فردًا من طاقم الباخرة قتلوا وأكلهم ونتف اللّحم من عظامهم.

النتيجة: اعتزال القبطان رحلات الصيّد عقب سفرية حديثة غرقت فيها سفينته الأخرى، أما مساعده فأصيب بمرض نفسيّ و زج به في مستشفى الأمراض العقلية .. 

مصدر المقالة  :     - إضغط هنا  -
إشارة هامة : البحث قام به العديد من الأساتذة من بينهم المبدع الجزائري عبد الرزاق طواهرية .


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-